بين اثر الوفاء بالعهود والمواثيق في حياة الفرد والمجتمع
قال الرّاغب الأصفهانيّ:”الوفاء أخو الصدق والعدل، والغدر أخو الكذب والجور، وذلك أنَّ الوفاء صدق اللسان والفعل معًا، والغدر كذب بهما؛ لأنَّ فيه مع الكذب نقضَ العهد،والوفاء يختصُّ بالإنسان، فمن فُقِد فيه فقد انسلخ من الإنسانية كالصدق، وقد جعل الله تعالى العهد من الإيمان، وصيَّره قوَّامًا لأمور الناس، فالناس مضطرون إلى التعاون ولا يتمُّ تعاونهم إلا بمراعاة العهد والوفاء،ولولا ذلك لتنافرت القلوب،وارتفع التعايش،ولذلك عظَّم الله ــــ تعالى ــــ أمرَه فقال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ…﴾ [البقرة:40] ،وقال تعالى:﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ …﴾[النحل: 91]”.الذريعة إلى مكارم الشريعة( 292).
وقال عزَّ مِن قائل:﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ [الرعد: 19-20].