0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف تعليم بواسطة (533ألف نقاط)
يعد فن الرخرفة والنقش اليمني إرثا حضاريا قديما توارثته الأجيال، فهو يعكس عراقة الشعب اليمني وأصالته وبراعته في هذا الفن. فالفنان اليمني استوحى من خلال هذا الفن الأصيل ومن خبراته المتلاحقة طابعا فنيا خاصا جادت به مشاعره وانفعالاته الروحية، وترجمته أنامله في نقوش منحوتة وزخارف جميلة على الأبواب، أو الياجور المحرق، أو على عقود الحص (الجبس) أو الحجر أو الطين في المساجد والمدارس والأضرحة القديمة.

إن أكثر ما يمير زخرفة المساجد أن الفنان المسلم صب موهبته في تمثيل عناصر زخرفية نبائية ( عبارة عن أوراق وشتول وزهور مختلفة وعناقيد العنب وأنصاف مراوح نخلية، وفي عناصر زخرفية هندسية تشكل بأشكال مثلثة ونجمية متنوعة، ويظهر هذان العنصران الزخرفيان في أقدم المساجد اليمنية ك الجامع الكبير" في العاصمة صنعاء، وهناك الرخرفة الكتابية وقوامها أشرطة كتابية بخط الثلث، وهذه الأمئلة تتكرر في عدة مساجد مثل : جامع شبام كوكبان" غربي صنعاء، و جامع أسماء في مديرية خولان، و مسجد الأعور في محافظة ريمة، امتازت المساجد اليمنية القديمة بطابع معماري خاص استمد من المواد الطبيعية، التي تم تطويعها بشكل فني بحيث لا تفقد متانتها وصلابتها، وتظل عصية على عوامل الإفناء السريع، ولقد لقيت المساجد من اليمنيين عناية كبيرة من حيث البناء والزخرفة والنقش والتجميل، ولعل الزخرفة والتقوش كانت من أوسع الفنون انتشارا في اليمن لأنه أصلح الفنون التي تتناسب وطبيعة الحجر الذي كان المادة الرئيسة التي استخدمها الإنسان اليمني القديم في البناء.

هذا فضلا عن الرخارف الجصية التي تنتشر في الكثير من المساجد، وخصوصا في القباب والأضرحة، كتلك الموجودة في جامع الإمام الهادي في محافظة صعدة، وجامع المتوكل المشهور بقية المتوكل في صنعاء، وهذا النوع من الزخرفة كثيرا ما يؤخر واجهة المحراب وبواطن القباب، كما يزين واجهات الأروقة وجدران قاعات الصلاة في زبيد والمنصورية والمديريات النهامية بالإضافة إلى أضرحة محافظة حضرموت وتحديدا في: (عينات وسيتون وتريم وغيرها من المدن الأثرية)، وقد توجت الزخارف الكثير من العمارات الدينية كمدارس العلوم الإسلامية وتتزين بواطن القباب في هذه المدارس وجدران قاعات الصلاة فيها برسوم ونقوش ملونة، وتقدم لنا ( قبة الزوم في مدينة جبلة ومثيلتها في مديرية حبيش أنموذ جين رائعين لزخرفة القباب في اليمن، ولعل أهم ما يمير سقوف المساجد اليمنية وسائل تغطيتها من الداخل بسقوف خشبية مسطحة، إلا أن هذه السقوف قد ازدانت بزخارف هندسية وورقية ملونة تحمل طابع النحت والحشو وفق أسلوب فني وصناعي ظهر مبشرا؛ حيث كان يعرف بالمصندقات الخشبية، بمعنى أنماط تقسيم السقف إلى مساحات مستطيلة أو مربعة من عدة مستويات، تمتلئ بالزخارف المحفورة البارزة والغائرة الملونة بأسلوب فني يمكن القول فيه: إن ظهور هذه الحشوات المجمعة على هذه السقوف في اليمن سبق غيرها من المساجد في البلاد الإسلامية.

وتبدو الوحدة الفنية في من الزخرفة واضحة في الأشكال والأنوان عبر العصور المتعاقبة لبناء المساجد وزخرفتها، واختيار الخط العربي في كتابة الآيات القرآنية على جدران المساجد، فتراها تزدان بالكتابة والرخارف بدرجة جميلة وزاهية، والحق أن البناء والفنان اليمني كان لهما دور كبير في هذا المجال إذ تمتلي المساجد وأبنيتها التابعة لها من مدارس وساحات وقباب وأضرحة بأشرطة لا حصر لها من الآيات القرآنية الكريمة، وبعض الأدعية في خطوط متنوعة (كوفي، ونسج وثلث) وعلى مهاد الزخارف النباتية والهندسية، إن زخرفة المساجد اليمنية تحكي قصة جمال وتعكس المكان وأصالة الإنسان اليمني وإبداعه، ويجب الحفاظ عليها وترميمها من الجهات المختصة.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

3 إجابة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
تحدث بإيجاز عن الاهتمام بالمساجد وزخرفتها
0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
وتبدو الوحدة الفنية في من الزخرفة واضحة في الأشكال والأنوان عبر العصور المتعاقبة لبناء المساجد وزخرفتها
0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
اكتب بإيجاز عن الاهتمام بالمساجد وزخرفتها

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...