شرح نص عصفور الصّباح
النص
يا طَلْعَة الفَجْرِ مِن نومِي تُنبّهُني - - - و بَسْمَة الصُّبْحِ في مَهْدِي تُحَيّينِي
أنامُ لَيْلِي لأنّي اشتقتُ مَوْعِدَهَا- - -و أرْتَجِيها كأنفاسِ الرّياحِينِ
و أشتَهِي نغمَة تأتِي مُوَقَّعَة - - - و تملأ القلْبَ دِفءا حِينَ تأتِينِي
و يَدْخُلُ النُّورُ حَبْوًا مِن نوافِذِنا - - - كَصَوْتِكَ العَذْبِ في دِفءٍ يُغَنّينِي
و يُورِقُ البيْتُ مِن حَولِي و أحْسَبُنِي - - - أنامُ كا بَيْنَ أحضانِ البَساتينِ
مرْوانُ يا طرَبِي، مروانُ يا شَغَبي - - - حَسْبي و حَسْبُكَ حُبّ غَيْرُ مَمْنُونِ
أعْطَيْتَنِي كُلّ ما تَحْلُو الحياةُ به - - - و لم تَزَلْ بِسَخَاءِ الطّفْلِ تُعْطِينِي
أعُودُ للبيْتِ أتعَابِي مُنَوّعَة - - - حتّى أرَاكَ فأُلقِيها.. و تُلْقِيني
إذا غَضِبْتُ سريعا ما تُضاحِكُني - - - و إن سَئمْتُ سريعا ما تُسلّيني
نشأتُ وَحْدي بلا عَطْفٍ يُسَاعِدُني - - - و عِشْتُ وَحْدي بلا حُبّ يُغذيني
و أنتُمُ يا كُنُوزَ العُمْرٍ عِشتُ بكُمْ - - - عَهْدَ الطّفُولَةِ مِن حِينٍ إلى حِينٍ
أظلُّ طِفلا صَغِيرا رابِعا مَعَكُمْ - - - فأشتهي لكُمُ ما تشتهي عَيْنِي
هَذا نَصِيبي و هذا في الدُّنَى قَدَرٍي - - - و ذاكَ حظّ مِن الأيّامِ يَكْفيني
جعفر ماجد- الأفكار - ص: 27-28
الشّرح
التقديم:
نصّ شعريّ للشّاعر التونسي المعاصر: " جعفر ماجد " يندرج ضمن محور: " الأسرة "
الموضوع:
تغنّي الشّاعر بابنه
المقاطع:
حسب معيار المضمون
- من البيت 1 .............البيت 5: الشّاعر و الطّبيعة
- من البيت 6............البيت 9: الشّاعر و ابنه مروان
- البقيّة: الشّاعر و أبناؤه
الشّرح
اعرف:
النصّ الشعري يختلف عن النصّ النثري
النصّ الشعري: يتكوّن من أبيات شعريّة
البيت الشعري: يتكوّن من صدر + عجز ( قصيدة عموديّة )
الحرف الأخير من العجز: الرويّ
تخضع القصيدة العموديّة إلى وزن مضبوط و إيقاع مخصوص
المقطع الأوّل: الشّاعر و الطّبيعة
الفجر / الصّبح / اللّيل / الرياحين / البساتين: معجم الطبيعة
انتشار الكلمات التّي تنتسب إلى معجم الطّبيعة في هذا المقطع
و هو ما يطرح جملة من الأسئلة:
- لماذا أقحم الشّاعر عناصر الطّبيعة في مقدّمة قصيدته؟
- ما العلاقة بين الحديث عن الأبناء و الحديث عن الطّبيعة؟
- ما العلاقة بين الشّاعر و بين الطّبيعة؟
يا طلعة الفجر: حرف نداء - المنادَى
يُنادي الشّاعر ( عاقل ) بعض عناصر الطّبيعة ( غير عاقل )
خطاب العاقل لغير العاقل: مُناجاة ( مثال: يُناجي الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي عصفورا قي قصيدة عنوانها: مناجاة عصفور )
بسمة الصّبح / أنفاس الرياحين / أحضان البساتين: تشخيص ( استعارة )
يشخّص الشاعر عناصر الطّبيعة
يعقد الشاعر مُماثلة ( تشبيه ) بين الطّبيعة و الإنسان: يُعامل الشّاعر الطّبيعة معاملته لإنسان
الطّبيعة .... الإنسان: زوال الحواجز بين العالمين ( عالم الإنسان و عالم الطّبيعة )
الفجر - الصّبح - يدخل النّور حبوا
يُورقُ: الأمل + الخلق + الولادة الجديدة
إنّ انتقاء الشّاعر لهذه العناصر الطبيعيّة ينسجم مع نفسيّته: الانشراح + السّعادة
الشّاعر يُسقط مشاعره على الطّبيعة
يعقِدُ الشّاعر مماثلة بين الطّبيعة و البيت:
- الطّبيعة بدون ماء: موت + فناء
- البيت بدون أبناء: حزن + ألم
علاقة اتّصال بين الشّاعر و الطّبيعة
الأبناء هم مصدر السعادة و الفرح و الانشراح ( قال تعالى: " المالُ و البنونَ زينة الحياة الدّنيا )
المقطع الثّاني: الشّاعر و ابنه مروان
مروان ( +2 ): اسم علم
أعطيتـني: الماضي
تُعطيـني: المضارع
التكرار هنا يدلّ على شدّة حبّ الشّاعر لابنه
يُضفي التكرار إيقاعا ( موسيقى ) خاصّا على القصيدة
الشّاعر يتغنّى بابنه مروان
حبّ حقيقي يربط بين الشّاعر و ابنه
حبّ مستمرّ لا ينضب
هذا الحبّ المتعدّد يجعل الشّاعر ينسى أعباء الحياة
هذا الابن يبعث الأمل في نفس أبيه
الابن هو الذّي جعل حياة الشّاعر تكتسب معناها
المقطع الثّالث: الشّاعر و أبناؤه
نشأت / عشتُ: معجم الحياة
عطف / حبّ: معجم الأحاسيس و المشاعر
وحدي ( * 2 ): تكرار يفيد التأكيد
لا عطف / لا حبّ: نفي
نشأتُ / عشتُ: ضمير المتكلّم المفرد ( أنا )
أنتم: ضمير المخاطب الجمع ( الأبناء )
مفرد .......... جمع
كنوز: ج. كنز ( القيمة الثمينة )
هذا نصيبي: مركّب بدلي ( هذا: مبدل منه / نصيبي: بدل )
هذا / ذاك: أسماء إشارة
طفلا صغيرا: مركّب نعتي
يؤكّد الشّاعر أنّ حياته الماضية كانت حياة بلا معنى و بلا جدوى
الحياة و الموت يستويان فيها
حياة تسيّجها وحدة خانقة قاتلة
يربط الشاعر بين الحياة و بين المشاعر: الحياة الحقيقيّة تفترض العيش في دنيا المشاعر و الأحاسيس ( هذا لا يمكن أن يتحقّق في عالم قدره الوحدة و الانفصال )
جعل الشاعر يجدّد حياته و يسترجع ما كان قد ضيّعه بطريقة جديدة.
الأبناء كانوا تجديدا لحياة الشاعر
الحبّ هو الذّي يغذّي الحياة و يجعلها سعيدة: خلق حياة جديدة