0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف حلول المناهج التعليمية بواسطة (533ألف نقاط)
كعادة الشعراء شوق وحنين أبيات الشاعر الصمة القشيري سيرة حياته كاملة

الصمة بن عبد الله القشيري ( متوفى عام ٩٥هـ ) شاعر غزل عفيف إلا أنه مقل.

نشأ في البادية فتربى على الشجاعة والمروءة وعزة النفس .

ارتبط صباه بابنة عمه ( ريا، فأحبها وقال فيها :

حسنت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعبا كما معاً لكنه عندما خطبها إلى أبيها اشتط في المهر ، وركب أبوه رأسه فأبى أن يدفع المهر كاملاً . وتمادى الشيخان فيما ذهبا إليه حتى رأى الشاعر المتيم أن الإقامة بينهما لا تطاق ، فعزم على الرحيل . وعندما غادر راحلاً إلى الشام ظل في طريقه يتلفت وراءه حتى نأت الدار وغابت ، فتحرك الشوق والصبابة اللذان جعلا قلبه يكاد يطير وكبده يكاد يذوب ، فقال النص التالي معبراً عن حزنه العميق.

۱ - قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى وقل لنجد عندنا أن يودعا

۲ - تلفت نحو الحي حتى وجدتني تعبت من الإصغاء ليتاً وأخدعا

۳ - بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا

٤ - بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربا وما أحسن المصطاف والمتربعا

٥ - وأذكر أيام الصبا ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا

٦ - فليست عشيات الحمى برواجع عليك ، ولكن خل عينيك تدمعا

۷ - لعمري لقد نادى منادي فراقنا بتشتيتنا في كل واد فأسمعا

۸ - كأنَا خُلِقْنا للنوى ، وكأنما حرام على الأيام أن نتجمعا

الحمى : ما يحميه الإنسان ويدافع عنه من أرض وديار ، الإصغاء : إمالة العنق يقال أصغى الدلو أي أماله ، الليت والأخدع : عرقان في الرقبة ، الزجر : النهيبغلظة ، أسبلتا : أنزلنا الدمع ، الربا : جمع ربوة وهي المكان المرتفع ، المصطاف والمتربع : مكان النزول في الصيف والربيع ، أنثني : أنحني ، عشيات : جمع عشية وهي أول الليل.

يطلب الشاعر إلى مرافقيه اللذين يتخيلهما ( كعادة الشعراء » أن يقفا لوداع نجد وأهلها ، وقلما ودعوا نجداً ( مسقط رأسهم ) . لقد ظللت أتلفت حتى تعبت عروق رقبتي من كثرة التلفت ، وعندما بكت عيني اليسرى نهيتها بشدة متمسكاً بالحلم وضبط النفس فبكت عيناي كلتاهما . بنفسي أفدي تلك الأرض بمرتفعاتها الجميلة ، فوقت الصيف والربيع فيها لا ينسى وكلما ذكرت أيام الصبا الرائعة أمسك بيدي على موضع كبدي خشية أن يتمزق حزناً، فالمكان الذي قضيت فيه تلك الأيام الرائعة يبتعد، وقد لا أراه بعد ذلك أبداً. والحقيقة أن أجمل الأوقات لن تعود . ويخاطب الشاعر نفسه كإنسان آخر قائلاً:

ليس أمامك سوى البكاء ، ثم يقول : أقسم أن فراقنا قد أصبح حقيقة يصعب أن تزول ، كما لو كان قد حكم بتشتيتنا في كل مكان ، وهذا الحكم قد نادى به المنادي فسمعه كل الناس . كأننا خلقنا للبعد والفراق ، وكأنه حرام علينا أن نجتمع مرة أخرى.

تصور هذه الأبيات نفس الشاعر الكريمة الأبية التي يصعب عليها العودة ، بعد الذي عاناه ، وبعد ماتبين أن عودة الوصل بعيدة ، وبعده عن الديار قضاء له، ما على الشاعر إلا أن يكتوي بآلامه . يبرز في مقدمة هذه الأبيات طلب الشاعر إلى مرافقيه بإعطاء لحظة الوداع حقها.

وما أصعبها من لحظة إذ نتألم حين يقول : ( وقل لنجد عندنا أن يودعا ، وذلك لما يوحي به هذا التعبير من الألم والتحسر الذي استوطن نفس الشاعر جراء الفراق وتستوقفنا في البيت الثاني الكناية الدالة على تعلق الشاعر بموطنه و تلفت حتى تعبت ، ونكاد نندمج مع معاناة الشاعر حين نحس بمقدار التعب في رقابنا نحن وليس في رقبة الشاعر - فقط - من كثرة التلفت.

أما الاستعارة في البيت الثالث ( فلما زجرتها ، فهي دالة على رغبة الشاعر في أن يضبط نفسه ولا يترك لها مجالاً للضعف ، ولأن الفراق شاق وفوق الاحتمال فقد انهمر دمع العينين معاً.

في البيت الرابع يفدي الأرض بنفسه ويستخدم أسلوب التعجب وما أطيب ما أحسن لما لهذه الأرض من مكانة كبيرة في قلبه . وبسبب هذه المكانة يكتشف الشاعر وقت الوداع مزيداً من سحرها وجمالها . وفي البيت الخامس يرسم صورة مؤثرة حين يقول إن مجرد ذكر أيام الصبا وتلك الأرض يجعله ينحني مثل من تعرض لضربة فانحنى يمسك بيده أسفل صدره خشية أن يتصدع أو يتلف كبده.

ونتحسر معه في البيت السادس؛ لأن الأوقات الجميلة في الحي لن تعود ، فما من سبيل أو حل سوى البكاء . ثم يقسم في البيت السابع بأن الفراق كالقضاء والقدر، وفي قوله : ( نادى المنادي فأسمعا ) كناية عن أن ما حصل لاراد له.

ويجمل البيت الأخير التشبيه ( كأنا خلقنا للنوى والتشبيه ( كأنما حرام على الأيام أن نتجمعا ، وهما تشبيهان للمبالغة الدالة على مقدار ألم الفراق الذي يتجرعه الشاعر.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

2 إجابة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
الحمى : ما يحميه الإنسان ويدافع عنه من أرض وديار ، الإصغاء : إمالة العنق يقال أصغى الدلو أي أماله ، الليت والأخدع : عرقان في الرقبة ، الزجر : النهيبغلظة ، أسبلتا : أنزلنا الدمع ، الربا : جمع ربوة وهي المكان المرتفع ، المصطاف والمتربع : مكان النزول في الصيف والربيع ، أنثني : أنحني ، عشيات : جمع عشية وهي أول الليل.
0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
كعادة الشعراء شوق وحنين أبيات الشاعر الصمة القشيري سيرة حياته كاملة

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
2 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل فبراير 24، 2022 بواسطة zali (1.5مليون نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
سُئل أبريل 11، 2020 في تصنيف سنابات بواسطة افهمني (143ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
سُئل نوفمبر 22، 2019 بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل سبتمبر 17، 2019 بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل سبتمبر 17، 2019 بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
سُئل سبتمبر 13، 2019 بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
...