0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف عام بواسطة (533ألف نقاط)
فخر واعتزاز رمنا الفخار الشاعر الحسن بن علي الهبل حياته الشخصية كاملة

هو الحسن بن علي بن جابر الهبل، ولد في صنعاء سنة (١٠٤٨هـ) وفيها نشأ، وبها وقد توفي سنة (۱۰۷۹هـ)، وأصله من قرية بني هبل ، هجرة من هجر خولان التابعة لمحافظة صنعاء اشتغل بالعلوم والآداب وبرع فيها ، والجودة شعره لقب بأمير شعراء اليمن.

وقد امتاز شعره بالرقة والعذوبة ، وجودة السبك، وحسن المعنى، وقصائده في آل البيت ومودتهم من روائع ما قيل، وله ديوان شعر مطبوع.

رمنا الفخار فنلنا منه ما شينا

لما مشى في طريق المجد ماشينا

نحن الكرام وأبناء الكرام فإن

تجهل مكارمنا؛ فاسأل أعادينا

واسأل لسان المعالي ما تلا فينا؟

وقل للاحقنا: ما أنت لا فينا

لنا طريق إلى العلياء واضحة

يسير رائحنا فيها وغادينا

نمشي إلى الموت في يوم الوغى قدما

وهاتف النصر بالبشرى ينادينا

وإننا لو دعونا الدهر نأمره

لقام طوعا يلبي صوت داعينا

وحب آل رسول الله شيمتنا

وفخر حاضرنا دوما وبادينا

سل الأئمة عنا: أي ملحمة لسنا بأرواحنا فيها مواسينا؟

مضت على حب أهل البيت أسرتنا

ونحن نمشي على آثار ماضينا

فمن يفاخرنا ؟ أم من يساجلنا ؟

أم من يطاولنا؟ أم من يدانينا؟

حقق اليمنيون في تاريخهم الطويل - وخاصة بعد ظهور الإسلام - مآثر جليلة وأعجادا عظيمة في ميادين الجهاد والتضحية والعلم والحضارة، والشاعر في هذا النص يعبر عن فخره واعتزازه بما حققه قومه اليمانيون من أعجاد عظيمة خلدها التاريخ لهم في صحائف من نور، كما يعبر عن حب اليمنيين وولائهم لآل البيت النبوي، واعتزازهم وافتخارهم بهذا الولاء.

يفتخر الشاعر في الفكرة الأولى بما حققه اليمنيون منذ القدم، وحتى عصره من مجد ورفعة وسؤدد، فيقول متحدثا على لسان قومه، ومجردا من نفسه شخصا يخاطبه ويتحدث إليه: لقد كان هدفنا الأسمى الذي نطمع إلى تحقيقه أن نكون أمة مهابة الجانب، ذات مكانة ومجد عريق، نتباهى به بين الأمم ، فحققنا ما كنا نصبو إليه من مجد وسودد، عندما سار سائرنا في طريق المجد والرفعة، وهذا النهج ليس غريبا علينا؛ فنحن قوم كرام ورثنا المجد والسودد عن أجدادنا، ولعل الشاعر يشير إلى أن اليمنيين كانوا من السابقين إلى الإسلام، وكانوا أنصار الله منذ فجر الإسلام.

فمن يجهل أعجادنا ومكانتنا فعليه أن يسأل أعداءنا عنا وعن بطولا تنا، أو يسأل التاريخ عن بطولاتنا وأعجادنا، ولعل الشاعر يشير إلى هويتنا الإيمانية التي جاءت على لسان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عندما أشاد بأهل اليمن في أكثر من مقام، ومن ذلك قوله : الإيمان يمان والحكمة يمانية.

ثم يخبر الشاعر أن من يحاول اللحاق بنا فإنه لن يدركنا؛ لأن طريقنا إلى المجد والرفعة أضحت ممهدة ومذللة لنا يسير فيها رائحنا وغادينا.

ثم ينتقل الشاعر في الفكرة الثانية إلى الحديث عن شجاعة اليمنيين وإقدامهم، وشدة بأسهم، فيقول: إننا قوم أولو بأس شديد؛ نمضي بثبات إلى الموت عند اشتداد الحرب ومنازلة الأعداء، وبشائر النصر تزف لنا البشرى بانتصارنا في كل معركة نخوضها، لقد أصبحت لنا الغلبة حتى الزمن لو دعوناه وأمرناه بما نريد لاستجاب طائعا لدعوتنا.

وفي الفكرة الثالثة يفتخر الشاعر بحب اليمنيين لآل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيوضح أن حب آل رسول الله غريزة وسجية أصيلة فينا، ومفخرة لأبناء اليمن جميعا في الحواضر والبوادي، وهو حب متغلغل في قلوبنا جعلنا نضحي بأرواحنا في كل معركة يخوضها أئمتنا من آل البيت.

إن حب آل البيت - عليهم السلام - منهج سار عليه أجدادنا، ونحن نقتفي أثرهم، ونسير على نهجهم في ذلك.

وبعد أن عدد الشاعر مناقب اليمنيين ومآثرهم وأعجادهم يعرض مجموعة من الأسئلة المتلاحقة؛ ليقرر من خلالها تفوق اليمنيين في تلك المناقب والمائر والأعجاد، فلا يوجد من يفاخرهم، أو ينافسهم، أو يتقدم عليهم، أو يقاربهم في تلك الأعجاد والمائر.

جاءت ألفاظ الشاعر قوية ومعبرة عن أفكاره، ومشاعره، وأحاسيسه الممتزجة بالفخر والحماسة؛ حيث استخدم ضمير المتكلم الدال على الفاعلين نا في بناء قافية البيت، وفي مواضع كثيرة من القصيدة مثل: (رمنا، يلنا، مكارمنا، لنا، رائحنا، شيمتنا) وكذلك الضمير نحن، وهذا الاستخدام يفيد التعظيم والتنويه بعلو مكانتنا، وبلوعنا أقصى مراتب المجد والفخار.

ومن الأساليب البلاغية في البيت الأول استخدم الشاعر (ماشيئا) وكررها في آخر البيت بمعنى مختلف.

كما استخدم الشاعر بعض الصور البلاغية لإبراز معانيه بأسلوب جميل، ومن ذلك قوله: «واسأل لسان المعالي حيث صور المعالي بصورة إنسان ناطق يتحدث ويجيب عن أسئلة السائلين، وفي ذلك تشخيص للمعالي في صورة محسوسة تضفي على النص جوا من الحركة والحيوية.

كما جاءت بعض أساليبه الأخرى معبرة ودالة، فقوله: «نمشي إلى الموت في يوم الوغى قدما يدل على شجاعة قومه وشدة بأسهم.

وفي قوله : وهاتف النصر بالبشرى ينادينا ؟ تصوير للمعنوي في صورة حسية وفيه دلالة على أن قومه لا يعرفون الهزيمة مطلقا.

وقوله: «وإننا لو دعونا الدهر نأمره فيه تأكيد على مهابة قومه ومنعتهم، وأن كل شيء أصبح خاضعا لهم، بما في ذلك الدهر الذي يعني الزمن الطويل.

ومن الأساليب الجمالية التي وظفها الشاعر في التعبير عن شعوره بالفخر بقومه قوله: «ما تلا فينا الذي يفيد عدم قدرة من أراد سبقهم إلى المعالي، وهذا يدل على التعظيم والإجلال لقدرهم. وقوله: فمن يفاخرنا ؟ أم من يساجلنا ؟ أم من يطاولنا ؟ أم من يدانينا استفهام تقريري يفيد التباهي بعلو مكانة اليمنين وتفوقهم على سائر الأمم الأخرى.

كما أن الشاعر برع في استخدام التضاد كما في: (رائحنا وغادينا) وحاضرنا وبادينا لتقوية المعنى وإبرازه في صورة جميلة.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

2 إجابة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
فخر واعتزاز رمنا الفخار الشاعر الحسن بن علي الهبل حياته الشخصية كاملة
0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
رمنا الفخار فنلنا منه ما شينا

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
2 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
...