0 معجب 0 شخص غير معجب
في تصنيف منوعات بواسطة (533ألف نقاط)
من النقائض نقيضة الفرزدق الشاعر ابو فراس صعصعه ونسبه وحياته كاملة

هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة ، بن مجاشع بن دارم من بني تميم. وقد غلب عليه لقب الفرزدق لغلظ وجهه ، وشبهه بالرغيف . ولد عام ٢٠هـ في بيت يكتنفه الشرف من كل جانب ، فأبوه غالب كان أحد أجواد العرب ، وعرف جده صعصعة بأنه محيي الموؤودات في الجاهلية قيل: إنه كان يشتري البنات ويمنع وأدهن . ولد في البصرة ، ونشأ نشأة بدوية ، فكان لذلك أثر واضح فيه في جفاء الطباع وقوة الشكيمة.

وقد نظم الشعر وهو في الخامسة عشرة من عمره ، واشتهر بمهاجاته جريراً والأخطل ، فيما سمي بشعر النقائض. وقد توفي الفرزدق سنة ١١٤هـ في بادية البصرة.

وفيما يأتي أبيات من نقيضة له يفخر فيها على جرير وقومه ويهجوهم.

١ - إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً ، دعائمه أعز وأطول

۲ - بيتاً بناه لنا المليك ، وما بني حكم السماء فإنه لا يُنْقَلُ

٣ - بيتاً زرارة محتب ، بفنائه ومجاشع ، الفوارس نهشل

٤ - لا يحتبي بفناء بيتك مثلهم أبداً إذا عُد الفعال الأفضل

٥ - ضربت عليك العنكبوت بنسجها وقضى عليك به الكتاب المنزل

٦ - إن الزحام لغيركم فتحينوا ورد العشي إليه يصفو المنهل

۷ - أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جناً إذا ما نَجْهَلُ

۸ - فادفع بكفك إن أردت بناءنا تهلان ذا الهضبات ، هل يتحلحل

يفخر الفرزدق على جرير بأن الله الذي رفع السماء هو الذي بنى مجد قومه من العزة ، والجاه ، والحكم فجاء عالي البناء ، قوي الدعائم ، طويل العمد ، وهو شرف ثابت لهم لم ينقطع في ماضيهم وحاضرهم.

وهذا الشرف بناه الله ، وما يبنيه الله لن يستطيع أحد أن يحلحله ، وقد انتظم هذا الشرف سادة عظماء هم آباء الفرزدق : كزرارة ، الذي يجلس فيملأ البيت مهابة، ومجاشع، وأبي الفوارس نهشل.

ثم يقول الشاعر : ليس في آبائك يا جرير من كان مثلهم مهابة وكرماً ، أو من يدانيهم إذا ما عدت الأفعال الفاضلة ، أو تذاكر الناس المعروف والفضائل.

وكيف يدانيهم أحد من بيتك وأنت من بيت ضعيف مغمور، كأنما نسجت عليه العنكبوت، وبيت نسجت عليه العنكبوت بيت لا قيمة له. ثم يعير الفرزدق قوم جرير بضعفهم قائلا : أولئك الذين لا يردون الماء إلا إذا زال الزحام في المساء، يشربون من فضل غيرهم، لذلك ندد بهم وحذرهم من هذه المزاحمة.

واستمر الفرزدق يفخر بقومه ، فذكر أن لهم من العقول الراجحة ما يجعلهم كالجبال الراسية ثباتاً واتزاناً ، وإذا ما حملهم أحد على الغضب والشر كانوا كالجن لا قبل لقوم بهم ، ولا قدرة لأحد عليهم.

ثم يقول الجرير : لن تستطيع أن تنال من مجدنا ، وإن فعلت ستكون كمن يحاول أن يزحزح جبل ثهلان من مكانه ، ولن تستطيع.

في هذه الأبيات نجد الفرزدق يفخر بقومه ، ويعتد بمجدهم العريق ويهجو جريراً وقومه فيصورهم ضعفاء ، لا أصل لهم ولا مكانة بين القبائل، وأن جريراً أقل منه شرفا ونسبا ، وإذا حاول أن يرتفع إلى منزلته ، فلم يستطع ، ولن يبلغ مبلغه . وشعر الفرزدق يمتاز بجزالة الأسلوب، وقوة التراكيب وانتقاء الألفاظ ، والجرس الموسيقي المؤثر ، وتوليد المعاني في الفخر، وهو في هذا الفن متميز عن غيره من الشعراء ، وقد ساعده على ذلك ظروفه، وبيئته ونسبه، فهو لا يجد منفذا للفخر بقبيلته إلا طلبه، ولا درجة للتعاظم إلا ارتقاها . وإذا اقتربنا من الأبيات يمكننا الوقوف على الآتي :

في البيت الأول بدأ بأسلوب التوكيد ( إن ) ليسبغ على هذا المجد شيئاً من القوة والمنعة ، فيجعله من صنع الله ، وما يصنعه الله ( سبحانه ) لا يمكن أن يقف في وجهه إنسان ، وقد عدل عن ذكر ( المفضل عليه ) بعد ( أعز و أطول ) بأن مجده أعز وأطول من كل مجد، وعبر عن المجد الذي علا شأنه بالبيت الذي طالت دعائمه وقويت ، وهي كناية لها دلالتها في ذلك العصر ؛ حيث كان التفاخر بالقبيلةونسبها والاعتزاز بشرفها وكرمها.

وفي البيت الثاني استخدم كلمة ( حكم السماء ) وهي كناية عن لفظ الجلالة ( الله ) ، توحي أن هناك خصومة وقد حكم الله فيها : (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) وقد أضاف هذا التعبير إلى المعنى قوة وثباتاً.

ونراه في البيت الثالث والرابع يتخير بعض أجداده البارزين ليفاخر بهم ، وينظر إلى جرير من عل ، فيعرض مهابة أجداده زرارة ومجاشع ونهشل ويُعير جريراً بخلو بيته من مثلهم.

وفي البيت الخامس في قوله : ( ضربت عليك العنكبوت ، كناية عن ضعف بيت جرير وضعته . صور الشاعر من خلالها الفكرة التي أرادها تصويراً بارعاً ، البلاغي من الخبر في الشطر الثاني من البيت التحقير ، وفي البيت السادس في قوله : ( إن الزحام لغيركم كناية عن ضعف قوم جرير.

وفي البيت السابع في قوله : ( أحلامنا تزن الجبال تشبيه يوحي برجاحة عقولهم حيث جعل عقول قومه والجبال في كفتي ميزان متعادلتين ، وفي الشطر الثاني شبه شدة غضبهم بالجن وهو تشبيه يوحي بالرهبة والبطش وفي البيت الأخير يتحدى جريرا ، ويظهره بأنه أضعف من أن يبلغ مبلغه، والأمر في الشطر الأول للتعجيز ، كما نلاحظ التشبيه الضمني في البيت ، حيث شبه مجدهم بجبل ثهلان، وهو يوحي بالشموخ والثبات ، والغرض البلاغي من الاستفهام ( النفي ) ، بمعنى أنه لا يتحلحل.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

2 إجابة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
من النقائض نقيضة الفرزدق الشاعر ابو فراس صعصعه ونسبه وحياته كاملة
0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (533ألف نقاط)
بيتاً زرارة محتب ، بفنائه ومجاشع ، الفوارس نهشل

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
2 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
0 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل يونيو 20، 2020 في تصنيف منوعات بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل يونيو 19، 2020 في تصنيف منوعات بواسطة afhamni (533ألف نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
سُئل مارس 5، 2022 بواسطة zali (1.5مليون نقاط)
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...